خواطر الفشل


تريد أن تتذمر لكن لا داع لتذمرك وتريد أن تشكو لكن لا علة لشكائك , وتعلم في قرارة نفسك أنك صاحب الذنب ولكن تبحث عن من تحمله مسئولية فشلك و تضع علي عاتقه هذا الحمل ومع كل هذا الدهاء أنت في داخلك غير راض عن ذلك.. تسلك كل يوما مسلكا أنت تعلم أنه خطأ وحينما يرهقك الجهد والتعب ولا تصل للنتيجة المرجوة في عقلك ...فترجع من هذا الطريق غير أن رجوعك لا يتضمن إعلانك أنك كنت في المسلك الخطأ أو علي الأقل أضعف الإيمان أن ترجع في صمت ...لكن كل هذا لا يحدث وأبدا لن يحدث بل ستقول وتكثر القول بأن الظروف التي دفعتك إلي هذا والعوائق التي عرقلت خطاك إلا ان المسئول الوحيد هو أنت ...ضعف بصيرتك وقلة إيمانك وخداع نفسك بنفسك ...أوهام اختلقتها بكذبات وأصبغت عليها بعبارات ونفذت فيها بعض الخطوات حتي إذا نجحت تبجحت بالكلمات وأكثرت من المواعظ وتدرى في باطنك أنك أحوج الناس إليها وربما ألهاك ذلك الموج الزائف من الاهتمام فلم تدرك ولم تشعر ونسيت أن ما يأتي بسهولة يذهب بسهولة وأن الموج حين ينخفض ستنخفض معه ويومها ستجد كل هذا الزيف ينقشع من أمام عينيك لترجع لما كنت عليه من اليأس والفشل والكذب وتصديق الكذب رغم أنك تعلم في قرارة نفسك أن أفضل الحلول لمشكلتك هو المواجهة التي تصرع بها أوهامك وأفعالك المتصابية و أكاذيبك كلها التي قد تجدها أصبحت عندك في قواميس الحقيقة فتنتصر عليها لتصبح أنت القوي في الحلبة وأنت القائد لا الجندي وإذا أردت إثبات علي ذلك فكم من أمة ظلت مستعمرة فقط لأنها لم تستطع أن تواجه المحتل بكامل قوتها وكم من ظالم قد طغي فقط لأن أحدا لم يصحح له وانظر إلي ما قيل في قصة فرعون أنه كان تاجرا جاء من الشام ولما رأي عبادتهم للأصنام استغل جهلهم وضعفهم وبدا يكذب وتدرج في الكذب حتي أقنعهم أنه إلههم ثم اقتنع هو بذلك لتكون نتيجته الهلاك حينما يواجه موسي وأهله وما يهمنا هو أنه كيف خدع شعب بأكمله بأنه إلههم وكيف صدقوا لانه استغل جهلهم وضعفهم وأكبر من ذلك استغل الزيف الذي في نفوسهم من عبادة الأصنام لذلك حينما تواجه نفسك تذكر أنك أنت من أعطاها الهيمنة ولكن ما يجب أن تتذكره أكثر هو أنك قادر علي مواجهتها وهزيمتها في أي وقت أنت تختاره وفي أي موقف تشاء لكن امتلك عزيمة صلبة وإرادة قوية وكفاك بكاءا وراء الجدران وتعليق فشلك علي الظروف والأحداث فهذا البكاء ولن يجدي وهذا الكلام لا فائدة منه ولن تشتري به إلا الوهم و الكذب والتضليل .... والخاسر والفائز في أغلب المعارك هما اثنان ولكن في معركتك هما عملة لها وجهان :
أما أنت القوي المنتصر صاحب النصر
أو أنت الضعيف المنهزم صاحب الوهم والكذب والزيف 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

Tourism in America

Tourism in China

Tourism in Japan