خواطر الفشل
تريد أن تتذمر لكن لا داع لتذمرك وتريد أن تشكو لكن لا علة لشكائك , وتعلم في قرارة نفسك أنك صاحب الذنب ولكن تبحث عن من تحمله مسئولية فشلك و تضع علي عاتقه هذا الحمل ومع كل هذا الدهاء أنت في داخلك غير راض عن ذلك.. تسلك كل يوما مسلكا أنت تعلم أنه خطأ وحينما يرهقك الجهد والتعب ولا تصل للنتيجة المرجوة في عقلك ...فترجع من هذا الطريق غير أن رجوعك لا يتضمن إعلانك أنك كنت في المسلك الخطأ أو علي الأقل أضعف الإيمان أن ترجع في صمت ...لكن كل هذا لا يحدث وأبدا لن يحدث بل ستقول وتكثر القول بأن الظروف التي دفعتك إلي هذا والعوائق التي عرقلت خطاك إلا ان المسئول الوحيد هو أنت ...ضعف بصيرتك وقلة إيمانك وخداع نفسك بنفسك ...أوهام اختلقتها بكذبات وأصبغت عليها بعبارات ونفذت فيها بعض الخطوات حتي إذا نجحت تبجحت بالكلمات وأكثرت من المواعظ وتدرى في باطنك أنك أحوج الناس إليها وربما ألهاك ذلك الموج الزائف من الاهتمام فلم تدرك ولم تشعر ونسيت أن ما يأتي بسهولة يذهب بسهولة وأن الموج حين ينخفض ستنخفض معه ويومها ستجد كل هذا الزيف ينقشع من أمام عينيك لترجع لما كنت عليه من اليأس والفشل والكذب وتصديق الكذب رغم أنك تعلم ...